EP59: Logical Fallacies 1 – (1) المغالطات المنطقية

Featured

تنبية

تحتوي الحلقة على مقتطفات من خطابات بعض السياسيين والشخصيات العامة. الهدف منها توضيح المغالطات المنطقية بإلقاء الضوء على أمثلة  من الحياة اليومية.

عندما يقوم البشر بعملية التفكير، من المفترض انهم يسعوا الى القيام بها بشكل صحيح. لكنهم لا ينجحوا في هذا دائما سواء عن قصد أو عمد. وبالتالي عبر العصور جهد علماء المنطق لوضع الطرق والآليات التى تجعل البشر يميلون الى التفكير الغير منطقي أحيانا. مثلا إن لم يقدم الفرد مقدمات تدعم نتيجة الحجة تعد هذة أحد صور التفكير الغير المنطقي. والتفكير والجدليات من هذا النوع يطلق عليها المنطق الخاطئ fallacious  أو المغالط. إذاً بشكل عام ، فإن أي خطأ في المنطق هو مغالطة fallacy. وبالمثل ، يمكن أحيانًا وصف أي فكرة خاطئة أو معتقد خاطئ بأنها “مغالطة”. لكن علماء المنطق في الواقع يستخدموا هذا الاصطلاح بشكل أكثر تحديدا من مجرد الاشارة الى اي خطأ في التفكير. لكن فئات وأنواع معينة من الأخطاء في التفكير والجدال. هذة الاخطاء تظهر نمط pattern  او صورة محددة من الممكن تحديدها و الاشارة اليها. أحد آباء المنطق الحديث الفيلسوف الالماني جوتلوب فريجة Gottlob Frege آشار الا ان احد مهام علماء المنطق هي تحديد الصعوبات التي تضعها اللغة في طريق المفكر. إذا كل مغالطة هى نوع من الجدال الخاطئ. والحجج التى تظهر هذا النوع الخاطئ من الجدال أو النمط المُغالط يقال انها ارتكبت مغالطة. وعادة ما يشار الى تلك الحجة التي تمثل أو ينطبق عليها نمط الجدال Fallacyالخاطئ مغالطة fallacy. على سبيل المثال، لو قلنا ان الشيوعيين يعتنقون مبادئ اشتراكية، وانطلقنا من هذا إلى أن الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر أعتنق وطبق مبادئ اشتراكية في مصر بعد التحول من نظام الحكم الملكي إلى الحكم الجمهوري في دولة مصر (حقيقة لاشك فيها)، إذن عبد الناصر شيوعي. هذا يعد نوع من الجدال الخاطئ او المغالطة. من الجائز أن عبد الناصر يكون فعلا كان شيوعي، لكن هذة الحقيقة لا تُتبع من أطروحة أنه اعتنق مبادئ اشتراكية (الأمر اللى حدث بالفعل). هذه المنطق الخاطئ، مغالطة. ونمطه هو لو كل (س) هو (ص). لايُتبع من هذا ان لابد ان ص يكون س. مثلا لو كل الكلاب من الثدييات، لا يتبع هذا أن كل الثدييات كلاب، بنفس الصورة كل الشيوعيين الاشتراكيين، لكن لايتبع هذا بالضرورة ان كل اشتراكي شيوعي! .. هذا النمط في التفكير خاطئ. ولان هذا النمط او الصورة من التفكير الخاطئ تظهر في العديد من الجدليات، الكاتبات، والمناقشات، تم تحديدها ووضع أسم لها وأصبحت تعرف بمغالطة تأكيد النتيجة the fallacy of affirming the consequent وبالتالي الحجة السابقة بخصوص جمال عبد الناصر ترتكب مغالطة تأكيد النتيجة. في هذا المثال، الخطأ في الجدلية يطلق عليه مغالطة رسمية formal fallacy. وهو نمط من الأخطاء يظهر في الجدليات الاستنتاجية deductive arguments على صورة محددة. لكن ليس هذا هو النوع الوحيد من المغالطات. معظم المغالطات في الواقع غير رسمية informal. وهى أنماط من الأخطاء التى يقوم بها الناس في استخداماتهم اليومية للغة. المغالطات الغير رسمية تظهر نتيجة الارتباك والتخبط في استخدام محتوى اللغة.وبما أن تنويعات وصور المحتوى اللغوى كثيرة ومتعددة، بالتالي يصبح من الصبح التعرف المغالطات الغير رسمية وتحديدها اكثر من المغالطات الرسمية. أي أن اللغة هي التي تخدعنا في تلك الحالة وتضفي صورة ممكنة من الاستدلال في الانتقال من مقدمات ما الى نتيجة معينة، لكنها صورة خادعة. أو منزلق فكري لغوي. هذه المنزلقات من الممكن تجنبها لو استطعنا فهم الأنماط او الصور التى تكون عليها. وبالتالي سنركز في مناقشتنا على محاولة حصر وتحديد لتلك الأنماط اللغوية في المغالطات الغير رسمية.  لكن لابد وان نكون حذرين جدا في مسعانا هذا، لان اللغة غير دقيقة ومُلتبسة كما رأينا سابقا (إرجع لحلقة المعنى والمنطق)، بداية من عدم صنع المغالطات أنفسنا عند الجدال ضد الجدليات الخاطئة، وأن لا نتهم الجدليات بأنها مغالطات غير رسمية دون تدقيق في المصطلحات والتركيبات اللغوية المستخدمة. اى ان عند سعينا لتحديد الأنماط الأخطاء في اللغة المنطوقة والمكتوبة، يجب فهم نوع اللغة المستخدمة. ويجب أن تكون معاييرنا المنطقية عالية ومنضبطة، ولكن يجب أيضا أن يكون تطبيقنا لتلك المعايير على الحجج في الحياة العادية عادل ومتفهم للمنظومة الفكرية الشاملة لطارح الحجة.

593

المغالطات المنطقية الغير رسمية Informal fallacies كثيرة ومتعددة الصور، وبالتالي مهمة استيعابها شاقة بدون تقسيمها وجمعها تحت مجموعة من الفئات تميز خواصها وتوضح الفروق بينها. تقسيم المغالطات الغير رسمية أمر مُختلف علية داخل رواقات علم المنطق بين المنطقيين. وهناك أحزاب وفرق متعددة تبنيت تصنيفات متباينة لصور المغالطات المتعددة. حتى قوائم تلك المغالطات تباينت بشكل واسع بين المنطقيين. كل مجموعة وضعت مجموعات من  قوائم المغالطات المختلفة ، وأعطت تلك القوائم أسماء محددة وكذلك المغالطات بها. اى تصنيف محكوم علية من البداية ان يكون ذاتي و كيفي من البداية. وبالتالي هذا الخلاف خارج دائرة دراستنا ومتروك بدرجة كبيرة الباحثين المتعمقين في المجال. والهدف من مناقشتنا سيركز بالدرجة الأولى على حصر أكبر عدد من المغالطات المنطقية الغير رسمية وتبني أحد التصنيفات لتوضيح سماتها والفروق ما بينها. لكنى اردت لفت انتباهك ان لو قرأت أو درست المغالطات الغير رسمية بصورة مختلفة أو تصنيفات اخرى، هذة احد الاثار الجانبية للخلاف التصنيفي الدائر داخل علم المنطق. لكن الأفكار مازالت متشابهة لدرجة كبيرة. على أى حال التصنيف الذي سنتبناه كالآتي:

(الفئة الأولى) مغالطات الارتباط Fallacies of relevance وهى الفئة الأكثر شيوعا من المغالطات. في هذا النوع من المغالطات ببساطة مقدمات الحجة ليست على صلة أو ارتباط بالنتيجة، لكنها عادة ما تصاغ بصورة خادعة تضفي عليها صفة الارتباط ما بين المقدمات والنتيجة.

(الفئة الثانية) مغالطات الحث الضعيف Fallacies of Weak induction وهى أيضا فئة شائعة من المغالطات الغير رسمية، والاشكالية المنطقية في هذه الصور من الجدال هو أن بالرغم من ارتباط المقدمات بالنتيجة إلا أن هذا الارتباط المنطقي ضعيف وغير فعال في دعم النتيجة ..

(الفئة الثالثة) مغالطات الافتراض Fallacies of presumption  في هذة الفئة من المغالطات مساحة الافتراضات واسعة جدا في المقدمات وغير مؤكدة. وبالتالي النتيجة المُستدل عليها تعتمد بشكل خاطئ على افتراضات غير مضمونة.

(الفئة الرابعة) مغالطات غموض اللغة Fallacies of ambiguity  الاشكالية الجوهرية في مغالطات الغموض تظهر نتيجة الاستخدام المركب للكلمات والعبارات. كلمة ما قد تستخدم بصورة ما في جزء من الحجة لتعنى شيء ما مختلف عن استخدام نفس الكلمة في جزء آخر من الحجة وبالتالي يحدث نوع من الغموض و الالتباس في الحجة.

Continue reading