EP36: The Problem of Religious Diversity إشكالية التعددية الدينية

EP36: The Problem of Religious Diversity إشكالية التعددية الدينية

تخيل انك طفل صغير ساكن فى حارة فى قلب مصر العتيقة، فى عتمة الليل قاعد قدام راكية نار بين الاهل والاحبة، بيشربوا الشاى ويجتروا ذكريات الماضى، هتقعد قدام النار بين احضان جدتك العجوز، بتستأنس بصوتها الحنين، ودفا الراكية، هتسمعها بتقول حارتنا عمرها طويل، الالاف السنين، وحكايتها كتير، قصها جيل بعد جيل، البيت الكبير بناة جدكم الجبلاوى الكبير على رأس الحارة، الارض كانت خلاء خراب، فى صحرا جبل المقطم، جدكم الجبلاوى عمرها بقوة ادية، ومكانتة عند الوالى، هو اصل الحارة، والحارة أصل مصر! كان رجل وفتوة تخاف الوحوش من ذكرة، لكنه كان عدل ما فرضش اتاوت على الناس وما استكبرش فى الارض، كان رحيم بالضعفاء والمساكين من اولادة، لكن جاء زمان قليل من الناس قالوا كلام فى حقة ما يجوزش وقللوا من قدرة! فاعتزل الحارة وسكن البيت الكبير مع ولادة إدريس، عباس، رضوان، جليل، وأدهم ابنه الاخير الصغير من الجارية السمرا. فى يوم من الايام جدكم الجبلاوى جمع اولادة علشان يقلهم انه اختار ادهم يدير الوقف، أدريس غضب وقال لكن انا الكبير، وانت كده بتهضم حقى، وانا واخواتى ولاد هانم انما ادهم ابن جارية سوداء! الجبلاوى بين حكمتة لأدريس ان ادهم بيعرف طباع المستأجرين الكتابة والحساب انما هو جاهل، فأنصاع اخواتة ورضخوا لقرار ابوهم، لكن ادريس اتهمهم بالجبن واتهم الجبلاوى بالجنون، اللى غضب وطردة برة البيت الكبير للأبد! بتمر السنين أدهم بيراعى الوقف ومصالح اخواتة، بيتجوز أميمة جارية فى البيت الكبير، وأدريس كل يوم يعدى جنب سور البيت يلعن ابوة واخواتة. فى يوم من الايام ادريس هيروح لأدهم وهو بيراعى الوقف ويقولة عندى ليك طلب عاوز اعرف ان كان ابونا حرمنى من الميراث؟ أدهم هيقولة ان مايعرفش وان كل شئ فى حجة الجبلاوى فى غرفة حرمها على الجميع، ادريس هيفضل يلح على أدهم، اللى هيبوح لأميمة بطلب ادريس فهتشجعة انه يتسلل للغرفة علشان يقرأ وصية جدكوا الكبير، لما هيفتح الصندوق وياخد الحجة  لكنه هيتجمد لما يشوف الجبلاوى واقف قدامة! جدكوا الكبير هيعاقبل أدهم واميمة بالخروج للحارة من البيت الكبير، أدهم هيبنى كوخ على طرف البيت الكبير الغربى ويعيش فيه هو واميمة، بيسعى ورا رزقة من عربة بطاطا! بتمر الايام أدهم رزق بولدين قدرى اللى حب هند بنت عمة ادريس ، قدرى كان دائما غضبان ان جدة رميهم فى العيشة الفقيرة دى وبيتهم الكبير على راس الحارة، وهمام اللى كان بيحترم ويقدر جدة، فى يوم جدكوا الجبلاوى بعت لهمام يجى البيت الكبير علشان يقابلة، الجبلاوى هيطلب من همام انه ييجى يعيش ويتجوز فى البيت الكبير، قدرى هيغضب لما هيعرف السبب اللى جدة طلب همام له، وهينعت جدهم بالظلم فهتقوم عاركة بينه وبين همام هيضرب اخوة على راسة بالحجر فيموت فى لحظتها، قدرى هيسب جثتة فى الصحراء من غير ما يدفنة، لما هيلاقى ادهم جثة ابنة همام هيحزن لموتة، لكن جدكوا الجبلاوى يا ولاد هيعفى عن أدهم ويقلة ان الوقف هيكون له هو وذريتة من بعدة. مرت السنين أدهم مات، وأميمة، وادريس، ومات ولاد الجبلاوى بدرى ومافضلش من نسلهم الا الافندى ناظر الوقف، والحارة عمرت وبقت زحمة، وظهر الفتوات، زقلط كان واحد فتوة قوى، ناظر الوقف كان دراع ناظر الوقت بينقذ اوامرة، الناظر اللى عاش فوق الجميع، واللى ما يدفعش الاتواة الفتوة بينتقم منه شر انتقام، لكن آل حمدان ضاقت بيهم الحياة، يعيشوا فى الفقر والذل ده وهما من نسل الجبلاوى الكبير، فى بيت الافندى اتربى جبل، بالرغم انه من نسل آل حمدان الا ان هدى زوجة الافندى اتبنتة لانها ماكنتش بتخلف، ولما كبر الافندى ولاة ادارة الوقف، لكن جبل ما كنش راضى عن الظلم اللى فى الحارة، مش هيقدر يمسك نفسة لما يشوف قدرة الفتوة بيضرب دعبس اللى هيستغيث بيه، فهيضرب جبل قدرة لحد ما يموت فى ايدة فهيندم جدا، فهيختفى من بيت الافندى. جبل هيشوف بنتين عند حنفية المياة العمومية محتارين ازاى يملوا اوعيتهم فى الزحمة فهيساعدهم، ابوهم المعلم البلقيطى الحاوى هيشكرة، ولما يعرف قصتة هيقلة تعالى اشتغلى معاية فى ترويض الثعابين وهيجوزة بنتة شفيقة، جبل هيرجع لآل حمدان يتشاور معاهم ازاى ممكن يقفوا قدام الفتوات، فى يوم من الايام فى فى عتمة الليل جبل ماشى لوحدى فى الحارة هيشوف ظل شخص كبير مالوش مثيل هيخاف، هيسمع صوتة بيقول ماتخفش انا جدك الجبلاوى الكبير، وهيقولة النجاح هيكون حليفك! الناظر لما يعرف ان جبل ظهر هيغضب لكن ظاهرة عجيبة هتحصل الثعابين انتشرت فى الحارة، وثعبان كبير ظهر فى بيت الناظر، اللى هيبعت لجبل علشان يخرجة، بعد ما جبل ينفذ مهتمة، الناظر هيتأمر مع الفتوات علشان يقضوا على آل حمدان فى بيتهم، لكن جبل واهلة هيحتاولوا عليهم ويحفروا حفرة كبيرة فى مدخل البيت فلما يدخل الفتوات هيقعوا فيها، وآل حمدان هيدقوا اعناقهم بالنبابيت وهما بلا حيلة فى قاع الحفرة! بتمر السنين بيرجع رفاعة ومراتة عبدة ولاد الحارة ليها مرة تانية علشان يعيشوا فى سلام، رفاعة ابن شافعى نشأ فى الحارة وهام بسماع اخبار حدة الجبلاوى، أدهم، وجبل. ياسمين البنت الجميلة لما هتشوف رفاعة هتعجب بيه وهتحاول تغازلة لكنه مش هيلتفت لها، رفاعة هيحاول يتعلم الزار من أم بخاطرها علشان يطهر الحارة من الاشرار، هيختفى سنين هينفطر قلب امة عبدة وابوة شافعى عليه قبل ما يرجع ويحكى لأبوة انه كان معتزل نفسة فى الخلاء تحت سور البيت الكبير فسمع صوت جدة الكبير الجبلاوى من الظلام اللى طلب منه مواصلة العمل هو أهلة ضد الفتوات، لانة ما بيحبش الاغبياء اللى ما يعرفوش سر قوتهم! هتنتشر فى الحارة قصة ان ياسمينة كانت فى بيت الفتوة بيومى والناس شافوها خارجة فى نص الليل من بيتة بتطوح، خنفس كان هيقتلها لكن رفاعة شاف ان الاولى ان بيومى هو اللى يتعاقب، وهيطلب من الناس يرحموا ضعفها، فهيتجوزها علشان يحل الازمة. رفاعة كان بيخلص الناس بالزار اللى اتعلمة من العفاريت والصرع، شفى على ايدة كتير من الناس. لكن مراتة ياسمين هتخونة مع بيومى وتسخر من انه ماورهوش حاجة الا تخليص الفقراء من العفاريت. لما انتشرت حكاية رفاعة وكلامة مع جدة الجلاوى الكبير، هيقلق الناظر ايهاب فيهجمع فتواتة علشان يشوفوا حل، الفتوة بطيخة يهضرب رفاعة قدام الناس، اللى هجموا على الفتوة وكانوا هيموتوة دفاعا عن رفاعة، لكن رفاعة دعاهم للعفو. اصحاب رفاعة هيدبروا معاة امر هروبة من الحارة، لكن ياسمين هتروح لبيومى وتقلة على تدبير رفاعة واصاحبة، فيهاجم البيت هو الفتوات، هيهرب اصدقاء رفاعة، لكن الفتوات مسكوا رفاعة وقتلوة، حزن اصدقائة وراحوا يدورا على جثتة، لما هيلاقوها ويخرجوها من الرمال ويدفنوها فى قيرة النور هيصبعغ الافاث بمثل ذوب الورد الأحمر! أصحاب عرفة سابوا الحارة لنشر قصتة، شافعى واهل الحارة راحوا يدورا على الحثة ما لقوهاش، الفتوات نبشوا مكان الجثة مالقوهاش، شافعى وعبدة هجروا الحارة وماعدش فى اثر لرفاعة، لكن سيرتة الطيبة بقيت بين الناس اللى ثاروا على الفتوات وانتصروا عليهم ورجع اصحاب رفاعة، وبدأ عهد جديد قائم على الاعتراف بالرافاعيين، والولاء والتقديس لرفاعة ووالدية! لكن مافيش حاجة اتغيرت فى الحارة الأقدام ما زالت عارية ، والذباب ما زال يلهو بين الزبالة والأعين ، والوجوه ما زالت ذابلة ، والثياب مرقعة ، والبيت الكبير كما هو ، وبيت الناظر إلى اليمين ، وبيت الفتوة إلى اليسار ، وهناك حي جبل وحي رفاعة ، ثم مقام من لا صفة لهم ولا نسب ، وهم الجرابيع ، وهم أتعس أهل الحارة ،وكان لكل حي فتوته. قاسم هينشأ يتيم هيربية عمة زكريا، قاسم تطلع لبيت جدة الجلاوى ودائما تفاخر بجدة ومقامة، قاسم هيشتغل فى رعى الغنم مع عمة، الست قمر من اغنى اغنياء حى الجرابيع فى الاربعين اد والدتة، هتعجب بيه وباخلاقة هتتجوزة بعد ما رفضت اعيان الحى! قاسم كان مقرب من صديقة صادق لحسن خلقة، قاسم كان حكيم وزاع صيتة فى الحى بعد ما حل بحكمتة ازمة فنجرى النجار اللى اتسرقت بضاعتة! قمر لاحظت شرود قاسم كثيرا، وصحيت فى يوم مالقتوش فقلقت وخرجت هى وصادق يدورا علية فلقوة مغمى عليه، لما فاق حكا لهم انه كان فى الخلاء سمع صوت بينادية ماقدرش يشوفة من الظلام، قالة انا قنديل خادم الجبلاوى، وقالة ان جدة بيقولة انه اختارة لحكمتة وامانتة. قمر عارفة ان قاسم صادق امين وعمرة ما كذب فهتتأكد انه مش حلم، كتير هيحاولوا يرجعوا قاسم عن اللى فى كلامة، لكنه هيقول لهم انه مش هيرجع فى كلامة حتى لو ملك الوقف كله! قاسم هيرفع دعوى ملكية الوقف للناظر اللى هيسخر منه، هيقعد معزول فى بيتة ما حدش بيزورة غير ابن عمة حسن، الناس بتسخر منه، ال جبل ورفاعة بيقولوا علية كذاب ومجنون! هيجتمع قاسم واصحابة ويتفقوا على هجرة الحارة زى ما هاجر جبل من قديم، وفى يوم صادق هيعرف ان فتوات الحارة بيتأمروا على قتل قاسم، فهيبعت اختة بدرية تحذر قاسم، اللى هيهرب من الحارة هو وحسن وصادق، اللى هيوصلوا حارة جديدة هتستقبلهم وتأمنهم على حياتهم! قاسم وأصحابة هيرجعوا يهجموا على الحارة فى فرح الفتوة سوارس ويقتلوة وينتصورا ويسيطروا على الحارة، لكن الخبر طار لفتوات الحارات المجاورة اللى هيهجوا على الحارة علشان ينتقموا وهتقوم معركة طاحنة هيموت فيها من اصحاب قاسم ثمانية لكنهم هينتصروا ويهرب الفتوات برة الحارة. الناظر هيفاجأ بقاسم واصحابة قدام البيت الكبير محاصرينة، قبل ما يقول قاسم لا غالب ولا مغلوب كلنا اولاد حارة واحدة! وانتهت المعركة بانتصار قاسم واصاحبة اللى ساروا للبيت الكبير بعد ما فر الناظر منه واصبح قاسم رجل الحارة بلا منازع وتولى شئون النظارة، وبدأ عهد جديد كله عدل وسلام! بعد موت قاسم، صادق خلفة فى النظارة، لكن قوم حسن ابن عم قاسم شافوا انه اولى منه بالنظارة، لكن بعد موت صادق سال الدم فى الحارة وقتل الناظر فى احد المعارق وعادت الحارة للعصبيات القديمة، واصبح جبل، رفاعة وقاسم اسماء واغانى بيتشدها شعراء المقاهى المسطولون! لحد ما هيظهر عرفة ابن الحارة بسحرة العجيب يكمل رحلة أولاد حارتنا.

551405_554141907944057_1701927122_n

Continue reading