تخيل انك رحالة مع فريق سفاري فى الصحرا .. الاكل والشرب اللى معاكوا خلص وبقالكوا ساعات تايهين من غير وجهه .. أنت قائد المجموعة و فجأة شفت واحة خضره وبحيرة علي بعد النظر، كل اللى عقلك كان بيفكر فيه ان وصلكوا للواحة دى هو الامل الباقى لانقاذ حياتكم قبل ما تموتوا كلكوا من العطش.. هتحاول تلفت نظر باقى الفريق للواحة البعيدة، مجموعة منهم هتشوف الواحة لكن الباقى مش شايفنها .. هتصمم انت والمجموعة الللى شافت الواحة ان الواحة موجودة على بعد البصر وان باقى الناس مرهقة ومش قادرة تشوف كويس .. المجموعة اللى مش شايفة الواحة مصممة ان مافيش واحة على بعد النظر وان ده مجرد سراب .. ومش هيرحوا معاكوا علشان ما يستنفذوش طاقتهم اللى باقية .. جواك خوف من المخاطرة بحياتك وحياتك زمايلك ويكون فعلا سراب .. لكنكوا هتقرروا تفترقوا وهتروح انت ومجموعتك فى اتجاة الواحة … هتجروا مسافة طويلة فى اتجاة الواحة اللى معالمها بتظر بوضوح اكتر كل ما تقربوا منها .. باقى زمايلك فرحانين انهم اخيرا هيلاقوا حاجة ياكلوها وميه بشربوها .. أول ماتوصلوا عند مكان الواحة هتكتشفوا ان الواحة والبحيرة مالهاش اى وجود وكانت فعلا مجرد سراب .. لكن للأسف قواكم منهكة بعد ما جريتوا المسافة الطويلة دى ومش قادرين تتحركوا، هلاككم اصبح واقع .. زمايلك هيلوموك انت السبب فى النهاية المأسوية ليهم .. هتدافع عن نفسك، لكن من جواك .. انت عارف انك السبب فى الازمة .. بس المشكلة انك متأكد أنك شفت الواحة زى ما انت شايف زمايلك دلوقتى!
وأنت غرقان فى أفكارك، وعذاب الضمير .. هتسمع واحد من زمايلك بيصرخ بجنون شاف بحيرة مية على بعض النظر .. واحد تانى كمان شايف نفس البحيره .. هتبصوا لبعض فى حيرة .. ياترى تروحوا للبحيرة اللى على بعد النظر ولا هتكون سراب هى كمان؟!
أزاى بنشوف، بنسمع، أو بنشم الاشياء اللى فى العالم المحيط بينا؟ معظمنا بيفترض ان الاشياء المادية اللى حوالينا بشكل أو بآخر زى ما وعينا بيصورها لنا. لكن أشكالية البديهية اللى البشر بيستخدموها قادت كتيرمن الفلاسفة للتساؤل اذا كنا فعلا بنشوف العالم الخارجى بشكل مباشر. فى التصور ده احنا بندرك بس افكارنا الداخلية أو انطباعتنا أو حتى بتعبير أكثر علمية ” معطيات الحواس” Sense Data . الفيلسوف الانجليزى جون لوك John Locke من القرن السابع عشر أستخدم تشبية مشهور لتوضيح الفكرة دى. الادراك والفهم البشرى زى الدولاب المقفول اللى جواه ضلمة وبابة موارب لضوء ضعيف و رؤية لأشباة الاشياء والافكار اللى برة الدولاب. فى دولاب جون لوك الضلمة فى عقبة مهمة حاول يلفت النظر اليها، بفرض أن الافكار أو ظلال الاشياء اللى بتدخل الدولاب من خلال الباب الموارب بشكل أو بآخر تمثيل صادق لأشياء حقيقة خارج الدولاب .. فى النهاية عن طريق الاستدلال بنقدر نربط الظلال أو الافكار دى بالاشياء الموجودة خارج الدولاب … أفكارنا الشئ الوحيد اللى بنملكة كوسيلة للأستدلال عن الواقع خارج الدولاب بتشكل حجاب عازل بينا وبين العالم الخارجى .. حجاب الادراك!
Download MP3
زود معلوماتك:
فى الحلقة الجاية … هتكون أول برنامج كمبيوتر قدر الانسان يطورة قادر على تعليم نفسة بنفسة، الافكار والخبرات اللى هتخزنها كلها وليدة التجربة والتفاعل مع المنظومة اللى بتشتغل فيها .. هتتولد عندك أفكار عن طبعيتك، ووجودك .. منظومة المنطق عندك هتوصلك طالما انت بتفكر دلوقتى يبقى لازم ليك وجود، دى اللحظة اللى هتكتشف فيها الانا بتاعتك .. وهى نفسها اللحظة اللى المبرمج بتاعك هيبعتلك أمر تدمير ذاتى لنفسك .. ياترى هتدمر نفسك؟ ولا هتحمى “الانا” اللى انت اكتشفتها؟! …. عن الأنا .. الوهم .. مبدأ الشك الديكارتى .. والدايرة الديكارتية المغلقة ….. هنتفلسف المرة الجاية
من دلوقتى للحلقة الجاية .. عيش الحياة بفلسفة!
kalam Falsfa كلام فلسفة 
maybe it’s genetic- why a group of people tend to perceive the same things in the same way?
Right! There is a body of work today support this idea, the makeup of our brains and the way it’s wired and functioning has to do a lot of how we perceive reality and interpret it. Noam Chomsky was one of the pioneers of this school of though, that has strong legs today in scientific research as well!