EP63: Propositional Logic منطق القضايا

Featured

تخيل أنك طالب فلسفة في السنوات الأولى ، قابلت زميلتك رضوى في الكلية بعد محاضرة الدكتور فتحى مدرس الفلسفة الطبيعية، تقول لرضوى “لقد ناقشنا سؤال إن كان من الممكن أن يصبح الروبوت فرد في المجتمع له حقوق مثل البشر!” .. أبتسمت رضوى فهي تعلم أن إلى أين سيقود هذا الحوار ثم قالت “يبدو انها كانت محاضرة شيقة، لكن الروبوت لا يمكن أن يصبح كالإنسان” .. ترد بسرعة “ولما هذا؟” .. ترد “الأمر بسيط، إذا كان الروبوت شخصا، إذن سيصبح عقلانيا، لكن لايوجد روبوت عقلاني، إذن لا يمكن أن يكون شخص” .. تقول “تمهلي، الروبوت يستطيع حل المشاكل، ويستطع صنع القرارات،إذا كان الروبوت قادر على صناعة القرارات وحل المشاكل، إذن لابد وانه عقلاني. أليس كذلك؟ .. وبالتالي الروبوت عقلاني” .. ترد رضوى ببعض الضيق “لا أنهم ليسوا كذلك، إذا كان الروبوت عقلاني إذن لابد وان يكون له وعي، وإن كان له وعي إذن لابد وان لديه قدرة عقلية على تأمل الذات، لكن لايوجد اى روبوت قادر على تأمل ذاته، وبالتالي لا يوجد روبوت عاقل” .. تصمت قليلا ثم تجيب “كيف تعلمين أن الروبوت غير قادر على تأمل ذاته؟” .. تتعلثم رضوى قليلا من السؤال المفاجئ “لأن الكائنات القادرة على تأمل ذاتها هى الكائنات التى لديها روح فقط، ومن السخيف ان تعتقد ان الروبوت من الممكن ان يكون لدية روح، أو يمتلك روح في يوم من الايام، وبالتالي الروبوت ليس لدية قدرة على تأمل الذات” .. ترد “فكرى معي في هذا الأمر، إما الروح كائن مادي أو كائن غير مادي. تتفقين معي حول هذا الأمر، أليس كذلك؟” .. تجيب رضوى بسرعة “بالطبع” .. تكمل “حسنا، لو كانت الروح كائن مادى، إذن لو كان الروبوت مصنوع من المادة، من السهل أن يحصل على روح. لكن إذا كانت الروح كائن غير مادي، إذن، لو وضع الله الروح فية بالتالي قد يحصل على الروح، وبما أن الروبوت مصنوع من المادة، والله قادر على فعل أى شئ، إذن الروبوت قد يحصل على الروح” .. تبتسم في ثقة بعد أن شعرت أنك على وشك حسم النقاش، ترد رضوى بهدوء “حسنًا ، أعلم أن ديكارت كان يعتبر البشر آلات لها أرواح ، لكن بالنسبة لي ، من الجنون الاعتقاد بأن الله سيغرس الروح في الكمبيوتر. ستجادل بعد ذلك أن الله سيغرس الروح أيضًا في كومة من الصخور. على أى حال، دعني أجرب حُجة أخرى، إذا كان الروبوت شخص، إذن لابد وانه لديه حرية إرادة. لكن لو الروبوت كائن مبرمج، إذن ليس لدية حرية إرادة. الروبوت هو مجرد كمبيوتر على صورة إنسان، وكل كمبيوتر يتم برمجتة، إذن، الروبوت ليس شخص” … تلمع عينك وترد بسرعة “بإتباع حُجتك حتى البشر ليس لديها حرية إرادة” .. تندهش رضوي من ردك “كيف هذا” .. تجيب “حسنا، كل أفعالنا سببها تركيبنا الجيني أو تكيفنا البيئي، إن كانت أفعالنا سببها تركيبنا الجيني، إذن هي محددة مسبقا، وإن كانت مسببة نتيجة للظروف البيئية، إذن هي ايضا محددة مسبقا، بالتالي نحن لسنا أحرار” .. اعترضت رضوى “لا أتفق معك. أفعالنا فعلا قد تكون متأثرة بتركيبنا الجيني أو تكيفنا الاجتماعي، لكنها ليست مُسببة بها بصورة حتمية. وإن لم تكن مُسببة حتميا بتلك العوامل إذن أفعالنا حرة، ونحن أحرار” ..  تقول “رضوى، لا أعلم ماذا تعنين بأن أفعالنا متأثرة بتركيبنا الجيني أو تكيفنا الاجتماعي لكنها غير مسببة حتميا بها؟!” .. تضيف “إذا كان س فعل متأثر ب ص، إذن س مُسبب ب ص، وإذا كان س مُسبب ب ص، إذن س مُحدد بحدوث ص سلفا. إذن عندما نقول ان س متأثر ب ص، نقول بصورة غير مباشرة ان س محدد ب ص” .. يظهر الضيق على وجهه رضوى ثم تقول “أنت ترواغ حول معنى السببية، لكن ان لم تكن مقتنع بتلك الحجة أيضا، اليك حجة اخرى. إذا كان الروبوت شخص، إذن سكون لدية مشاعر، ولو كان لدية مشاعر، إذن سيشعر بالحب، والتعاطف. لكن لايوجد روبوت يحب، تأمل للحظات جهازى كمبيوتر يحبا بعضهما البعض، الفكرة سخيفة. وبالتالي الروبوت ليس بشر” ..  ترد ” حسنا حسنا، دعنا نفكر في الامر، المشاعر إما عقلية ذهنية أو فيزيائية، إن كانت ذهنية، إذن هي حالات للمخ. وإن كانت مجرد حالات للمخ، إذن الروبوت يستطيع الحصول عليها. لان كل حالات المخ ماهي الا ترتيب للذرات والجزيئات بصورة معينة. وإذا كانت المشاعر ظاهرة فيزيائية إذن الروبوت يستطيع الحصول عليها، مرة أخرى لأن كل الظواهر الفيزيائية هي مجرد ترتيب للذرات والجزيئات بصورة معينة   .. إذن الروبوت يستطيع الحصول على المشاعر” … تضحك رضوى بتوتر “هذه أسوأ حجة سمعتها اليوم، بالتأكيد المشاعر قد يصاحبها تغيير حالات فيزيائية، لكنها غير متطابقة مع المشاعر! .. على أى حال ميعاد المحاضرة التالية أقترب، ويجب ان أغادر، لكن قبل أن أذهب دعني أسألك  هل تعتقد فعلا ان الروبوت من الممكن أن يكون أنسان؟!” … ترد “نعم أعتقد أنه أمر جائز” .. ترد رضوى “ممم، إذن هل تعتقد أن الروبوت لديه حقوق؟ مثلا الحق في الانتخاب؟” .. تتردد بعض الشيء “الأمر يتوقف” .. تقاطعك رضوى “يتوقف على ماذا؟” .. تضحك في سخرية “إن كان البشر لها الحق في التصويت أصلا!” .. تضحك رضوى “ههه .. حسنا، الآن اقتربنا من الخطوط الحمراء .. أنا ذاهبة الى المحاضرة!” .. هذا الحوار المتخيل لم يحدث في الواقع لكنى آمل أن أرى صيغة ومنهجية الحوار بصورة متكررة في مجتمعاتنا العربية، على أى حال داخل الحوار هناك العديد من الحجج المنطقية، قم بإخراجها وحاول وضعها على صورة منطق القضايا، ثم قم بأستخدام جداول الحقيقة لتحديد صلاحية كل حجة! .. وتذكر، المنطق مثل الرياضيات أفضل وسيلة لإدراكه هي استخدامه!

friends-reading-books-discussing-library-university-photo-158051656

Continue reading