After Death in Islamic Philosophy المعاد فى الفلسفة الأسلامية

Gray Space: Between Life and Death المنطقة الرمادية: مابين الحياة والموت

Arguments For and Against Immortality جدليات الخلود والفناء

Resurrection البعث

Reincarnation and Karma التناسخ والكارما

Disembodied survival النجاة الروحية اللاجسدية

Monistic Pantheism & No-Self الاحادية واللاذات

Materialism المادية الطبيعية

Dualism المثنوية

EP46: Life After Death الحياة بعد الموت

تخيلي انك ماشية فى شوارع مدينة فى فترة الثمانينيات، مكان جديد غير مألوف بالنسبة لك، بتشوفي فتاة سمراء فى العشرينات من عمرها واقفة بتجادل مع شاب بيقولها، تعالى معاكى أحنا قضينا وقت لطيف الاسبوع ده، بتقولة سيبنى انا مش فاضلى غير ساعتين، اه قضينا وقت لطيف بس مش عاوزة اكمل معاك، بتسيبة وتدخل ملهى ليلى، بتدخلي وراهم على صوت الموسيقى، فى الداخل كل شئ بيثير تعجيك ملابس الشباب، العاب الفيديو جيمز المنتشرة فى كل مكان، صالة الرقص، كل شئ من الثمانينيات! .. وانتى قاعدة بتشربى زجاجة مياة غازية بتشوفى البنت اللى كانت بتتكلم مع الشاب خارج الملهي جاية ناحيتك! هتقعد جنبك وتقول لك اعلمى نفسك عارفانى، الشاب بيجي ويقولها تعالي معاية، هترد سيبنى انا عاوزة اقعد مع صديقتى ماشفتهاش بقالى كتير، هيقول لها بعدين، هتقولة حرام عليك دى بتموت فاضلها 6 شهور بس! .. بعد ما بيسبها ويمشى، بتشكرك انك انقظتيها منه.. بتتعرفوا على بعض، بتلاحظ انك غريبة وملابسك مش تقليدية، بتسأليها بقالها اد ايه فى المدينة بتقولك شهرين مجرد سائحة، هتقوليلها انك وصلتى امبارح بس! .. بتشعرى نحوها بانجذاب، بترقصوا سوا، بتقبلك بتهربى منها، بتيجى وراكى، وتقول لك مالك انا افتكرت انك منجذبة، هتقول لها اه بس انك مخطوبة، هتقول لك فين خطيبك، هتقول ليها مش هنا، هتقلك تعالى معاية البيت، بتروحى معاها بيتها مكان صغير على شاطئ البحر، كأنة بيت فى الجنة، بتقضى واحدة من اسعد ايام حياتك فى أحضانها! .. بعد أسبوع بترجعى تانى للملهى الليلى نفسة تدورى عليها، مالهاش اثر، بتسألى عليها فى كل مكان، لحد ماتوصلى للشاب اللى كان بيطاردها، هيقول لك وقعتى فى شباكها، مش عارف هى فين، دورى عليها فى التسعينات او الالفينيات، حد عارف هى فين. الاسبوع اللى بعدية بتدورى فى نفس الملهى لكن فى فترة التسعينيات مالهاش أثر! .. الاسبوع اللى بعدة بتدورى فى فترة الالفينيات بتلاقيها فى نفس الملهى، بتضحك مع شاب اخر، بتسأليها اختفت وسابتك ليه، بتتهرب منك، بتقول لك احنا قضينا ليلة لطيفة وراحت لحالها! .. هتقولى لها انتى بدون قلب ولامشاعر وهتسبيها وتخرجى من الملهي، هتيجى وراكي، وتعتذر لك، هتشرح لك انها مجرد عابرة فى المدينة ومش عاوزة تتعلق بحد، هتقوليلها وانتى كمان. هتقضوا الليلة سوا، هتحكيلك عن انها كانت متجوزة من سنين لكنة مات، وانها وقتها كانت عارفة انها منجذبة للرجالة والستات، بتحكيلها عن خطيبك وانه انسان طيب لكن اهلك مش موافقين على زواجكوا. الاسبوع اللى بعدية بتتقابلوا فى بيتها، بتقول لك ان مش فاضلها كتير وعندها سرطان بينتشر فى جسمها والدكاترة بيقولوا يمكن شهرين او اقل، بتقولى ليها ان الاسبوع الجاى زواجك، هتسألك ان كانت هتشوفك بعد كده، هتردى اكيد، هتسألك انتى ساكنة فين فى العالم الخارجى هتتردى فى الاول تردى، هتقولك على مكان سكنها فى العالم الخارجى، هتقول لك انا مش عاوزكى تشوفينى برة المدينة، هتقولك انا قلت لك على مكانى، هتقوليلها على مكانك فى مستشفى فى ولاية كاليفورنيا فى العالم الخارجى!  .. خارج المدينة سيدة عجوزة سمراء فى العقد الثامن من عمرها، بتتحرك بصعوبة مع ممرضتها بتزور قبر زوجها، قبل ما تطلب منها توديها لمستشفى فى ولاية كاليفورنيا. فى المستشفى بتشوفك نايمة فى غيبوبة على سرير سيدة عجوزة فى اوخر العقد السابع من عمرها، بتبتسم وهى بتربت على جبينك وتقول لك علشان كده ماكنتيش عاوزة تقوليلى على مكانك. بيقابلها ممرض فى المستشفى فى العقد الثالث ويعرفها بنفسة على انه اللى خطيبك، بتبتسم وتسالة ازاى، هيحكلها انك عملتى حادثة بالسيارة وانتى عمرك عشرين سنة دخلتى فى غيبوبة من ساعتها، وبقالك 40 سنة فى غيبوبة عايشة على اجهزة المساعدة الطبية، وبعد افتتاح مشروع المدينة، كل اسبوع بتنقل وعيها للمدينة المدة المقررة، خمس ساعات، هتضحك السيدة السمراء وتقول انا كمان بعد افتتاح مشروح المدينة بنقل وعيي الخمس ساعات كل اسبوع، هيرد ما بيسمحوش اكثر من المدة دى بسبب الابحاث اللى اظهرت مشاكل نفسية وصحية لطول فترة انفصال الوعي عن الجسم، هيكمل ان اهلك بقالهم فترة عاوزين يوقفوا عنها اجهزة الامداد الطبي لانها مكلفة جدا، وانك نقلتيلة عن طريق اجهزة الاتصال العقلية ان عندك رغبة فى الانتقال بعقلك للمدينة الى الابد، لكن اهلك مش موافقين، وعلشان كدة قرر انه يتجوزك علشان يمضى بدالك على الاوراق فالدولة تسمح بنقل عقلك ووعيك للمدينة الى الابد بعد فصل اجهزة الامداد وموتك. بتبتسم السيدة السمراء وتطلب منك انك تضعهم الاتنين على الجهاز وتنقلهم للمدينة، هيقول لك ان ده امر صعب بسبب تشديد المراقبة، هتقول له خمس دقائق فقط، نايمة جانبك على السرير، بيضع الممرض قرص صغير الكترونى على جانب رأسها، وقرص اخرة على جانب رأسك ويغضط عدة مفاتيح، قبل ما تلاقوا نفسكوا فتاتين شابتين فى العشرين قدام منزلها على البحر، بتجرى وهى وراكى، بتقولى لها عرفتى حكياتى، بتضحك وتقول لك انت سخيفة ماقولتليش ليه قصتك، هتقول لك مش عارفة كنت حاسة بالخجل انك تعرفى ان حياتى كلها كنت فى غيبوبة. هركع على رجليها قدامك وتقول لك تتجوزينى، هتبتسمى وتقول لها حقيقى، هترد خلينى احقق لك الامنية واكون السبب فى انك تكوني هنا للأبد! .. بعد عقد زواجكوا، بتمضى اورك فصل الاعانة الجسدية ليكى ونقل عقلك ووعيك للمدينة. بتصحى تلاقى نفسك عند بيها، بعد شوية بتوصل فى وقت زيارتها الاسبوعية، السعادة غمرتكوا، بتقضوا وقت جميل، بتطلبى منها انها تبقى معاكى فى المدينة الى الابد، بترفض وتقول انها هتموت موتة عادية وتفنى للأبد، مستغربة بتسأليها ازاى للعدم، مش عاوزة الخلود، هتحكيلك عن زوجها وان كان عندهم طفلة صغيرة عمرها 9 سنوات ماتت فى حادثة قبل ما تكنولوجيا نقل الوعي تخترع، عاشت هى وزوجها طوال حياتهم فى تعاسة عليها، وقت موت زوجها رفض انه ينقل وعية للمدينة لانه ماشفش للحياة الابدية معنى من غير بنتهم، ازاى هى دلوقتى تسمتع بالابدية وهى عارفة ان هو وبنتها فى العدم والفناء. بتسيبك وترجع للعالم الخارجى بعد ما شجاركوا، فى العالم الخارجى سيدة سمراء فى العقد الثامن بتقول للمرضة، كل شئ حسم، كل شئ انتهى، انا عاوزة انتقل للمدينة! .. نايمة على السرير بينقلوا وعيها على قرص الكترونى صغير، قبل ما يوصلوة بجانب قرصك فى شبكة عملاقة من مئات الملايين من الاقراص متوصلة بالكمبيوتر المركزى، بيخفت نور الحياة فى عينها قبل ما ترجع شابة سمراء جميلة فى العشرينيات فى المدينة، يتجرى على بيتك على شاطئ البحر، بتحضنيها بسعادة والدموع بتهرب من عينكوا، فى لحظة ثابتة من السعادة الابدية الدائمة!