EP14: The Problem of Soul أشكالية الروح

 

Episode 14 + ECN (Egypt Cancer Network) Ad

تخيل أنك طبيب فى مستشفى دولى كبير، أتعرفت على مراتك فى الجامعة، أجمل سنين جياتكوا قضيتوها سوا، اتولد الحب وكبر جواكوا، شخصيتكوا بتكمل بعضها، عقلكوا بينها ألفة، واهدافكوا ومابدئكوا دايما كانت واحدة، وصلة روحية اتكونت من اللحظة الاولى اللى عينكوا اتقابلت فيها، وقواها الزمن والعشرة، عرفتوا وقتها ان مصيركوا جنب بعض! بتمر السنين، والحب بينكوا بيزيد كل يوم عن اللى قبلة، أنتظرتوا مولدكوا الاول سنين، أخيرا حانت اللحظة اللى عشتوا عنها الوقت ده كلة، حانت اللحظة اللى تدمجوا فيها وجدكوا، وتربطوا مصيركوا الى الابد! مراتك حامل فى شهرها السابع، فاضل شهرين وكيان جديد بيجمعكوا يجى للعالم ده، حياتك كلها هتتغير، وعمرك ما هتكون زى الاول ابدا .. فى غمرة الفرح والانتظار فيرس خطير بدأ ينتشر بين الاطفال فى أفرقيا، فريق أغاثة بيتكون من المستشفى اللى بتشتغل فيها انت ومراتك، تخصص مراتك هى الاشهر والاحسن فيه، بينزل عليك الخبر زى الصاعقة، مراتك مسافرة مع فريق الاغاثة شهر، بتحاول تقنعها انها ما ترحش .. ” لو مش عشانى، علشان الحتة اللى منا جواكى”، هتقلك “ورسالتى، والاطفال اللى بتموت كل يوم، أنت نسيت أهدفنا وأحلامنا” .. بيلجمك منطقها، والوقت اسرع من انك تملك زمام الامور، قبل ما تدرك اللى حصل، هيكون مر أسبوعين، ومراتك فى الادغال بتنقذ عشرات الارواح البريئة كل يوم، بتبعتلك جواب كل أسبوع، لكن الاسبوع الاخير ما جلكش منها جوابات، الخوف والقلق بيعصرك، رن جرس التليفون فى نص الليل، وسرق حياتك وقتل كيانك بدون أشعار .. لسة مش قادر تستوعب خبر حادثة الاتوبيس اللى كانت راكبة مراتك وغرف فى الشلالات، سفرك تدور عليها فى كل مكان فى بلاد انت وهى عنها اغراب، جثتها اللى السلطات مش قادرة حتى تلاقيها، شهور من الضياع، بنتك اللى اتوأدت قبل ما حتى تتولد، حياتك اللى فى لحظة خانك فيها الزمن بقت من غير معنى!

Dragonfly (Movie)

شبح أنسان بقيت، أضعف من انك تقتل نفسك، فبتقتل نفسك فى الشغل بجنون، كل حاجة بتفكرك بيها، المستشفى، البيت، اصدقائكوا، جيرانكوا، بتهرب من الواقع وتدفن نفس مابين الذكريات والشغل! حياة أليمة والنهاية باين انها لسة بعيدة .. سهران نباطشى كالعادة فى الاستقبال، بعد نص الليل هيدخل مجموعة من الداكترة والممرضات بيجروا مع سرير عليه طفل عندة ازمة قلبية بيصارع الموت  قبل ما يدخلوا أوضة العناية المركزة.. مش قادر تتحر ك من التعب، زى ما تكون بتحلم، هتسمع صوت الطفل بينادى على اسمك من الاوضة، هتقوم تقف مفزوع، هتدعك عينك وراسك عشان تفوق، لسة بينادى عليك، هتمشى ورا الصوت لحد ماتوصل للأوضة، هتقف فى جنب تتابع زمايلك منهمكين بيحاولوا ينقذوا حياتة، واضح ان ماحدش سامع صوتة غيرة، هتسمعة بيقلك ” أنت واقف بعيد ليه، دى عاوزة تكلمك” .. هتقرب ببطئ فى اللحظة اللى نبض قلبة هيقف على الجهاز، ويموت! الكل مضايق ومصدوم هيخرجوا واحد ورا التانى من الاوضة، هتقرب اكتر من الطفل وانت مازالت مذهول، على غفلة هيفتح عينية ويقلك ” أنا أسفة .. عاوزة أكلمك ” هترجع من المفاجأة لورا، قبل ما جسم الطفل ينتفض وبرجع خط نبض القلب على الجهاز تانى، وخلية الداكترة ترجع حواليكوا من تانى! ضوء ضعيف بين الامل أو الجنون..هتروح تكلم الطفل بعد نجاتة من الموت، هيقولك انه شاف كل حاجة كانت بتحصل فى الاوضة فى لحظة موتة الاكلينيكية، كان محلق فى سقف الاوضة بيبص عليك وانت بتقرب منه، هيقولك انه كان فى نفق طويل ضلمة فى اخرة كان نور، وجمال، وهى كانت هناك، مراتك نقية وجميلة .. هتسألة وانت بتبكى قالتلك ايه .. هيقلك انها كانت عاوز توصلك رسالة بس هو مش فاكرها .. نار اليأس اللى اوشكت تحرقك، اتحولت لشعلة أمل جواك، اتوالت الرسايل من العالم العلوى، روحها بتحاول تتصل بيك بكل وسيلة ممكنة .. هتبعتلك رسالة مع طفل تانى مر بتجربة قريبة من الموت، هتحس بوجودها فى البيت بالليل، هتحس بأنفاسها حواليك فى كل مكان، هتسبلك ادلة فى كل مكان لحد ما تفهم الرساله، هتسافر لمكان الحادثة،هتاخد مترجم معاك، هتروح لمكان الشلال، وتنط فى المياة مكان ما حدسك هيقولك .. هتشوف الاتوبيس فى القاع، وانت بتفتش جواة عن جثة مراتك، هيتحرك الاتوبس وتصبح محاصر جواة، مش قادر تتنفس، الاكسجين بيقل، الضوء بيضعف، وفجأة صمت مطبق قبل ما ضوء قوى يشع قدامك وتشوف مراتك بتسبح ناحيتك، سعيدة ومبتسمة بتقرب منك، هتلمس ايديك، هتحضنك وتقلك “أنا اسفة” قبل ما تختفى ويضعف الضوء، ويشدك المترجم اللى جبتة معاك وينقذك من الموت فى اللحظة الاخيرة، بعد ما تفوق من الغيبوية على الشط، هتقرر تروح القبيلة اللى كانت مراتك بتعالج اطفالها بالرغم من تحذير المترجم، هتجرى ناحية الاكواخ البعيدة ووراك المترجم، أهل القبيلة هيفتكروك عدو، هيحوطوك من كل ناحية بالرماح والسكاكين، هترفع صورة مراتك، هيخيم الصمت والسكون، عليهم قبل ما تظهر حكيمة القبيلة، هتقودك لواحد من الاكواخ، هتقولك عن طريق المترجم ” مراتك كانت ملاك، لما طلعنا جسمها من المية، كانت ضعيفة، بين الحياة والموت، ما قدرناش ننقذها، لكنن قدرنا ننقذ حتة منها” .. هتشيل طفلة رضيعة ضعيفة من على الفرش وتناولها لك وهى بتكمل كلامها ” المسكينة كانت حامل فى شهرها الاخير، وشاء القدر اننا نقذ جزء من روحها” .. دلوقتى بس عرفت ان مراتك ادت مهمتها الاخيرة ووصلت لك الرسالة عشان تنقذ بنتكوا الوحيدة، الكيان الخالد اللى بيجمعكوا .. هتشيل بنتك بين ايديك، لكن رجلك مش قادرة تشيلك، الدموع شلالات سخنة على وشك ..  هتركع على الارض من الذهول والخشوع!

Continue reading