EP47: The Problem of Science إشكالية العلم

Featured

تخيل إنك عالم فيروسات عايش فى مدينة نيويورك وحيد مع الكلب المخلص بتاعك سام، بعد إنتشار فيروس الحصبة المعدل جينيا بين البشر! العلماء عدلوا الفيروس فى محاولة لصناعة علاج للسرطان، لكن الفيرس أتحول لسلاح فتاك قتل 90% من سكان الكرة الارضية وحول 9% من البشر لمسوخ مفترسة بتعيش على الدماء، لكنها حساسة جدا للضوء بشكل عام وخصوصا ضوء الشمس. فتجوب المدن المدمرة الخالية فى الظلام بحثا عن فريسة. أنت من ال 1% من البشر اللى مازلوا عندهم مناعة ومنتشرين فى مدن الكرة الارضية بيحاولوا النجاة من المسوخ البشرية قبل ما يمصوا دمائهم ويحولوهم لمسوخ مثلهم. حياتك اليومية روتينية، يتخرج مع سام فى ضوء الشمس للبحث عن الطعام والمؤن بتجبوا مدينة نيويورك اللى اصبحت خراب مبانيها مهجورة والعربيات فى الشوراع لكنك عارف منطقة وسط المدينة المليئة بالمباني المظلمة لابد من تجنبها لان المسوخ منتشرة بداخل تلك المباني، بتقوم بأجراء تجارب على الفئران المصابة بالفيرس لمحاولة العثور على علاج، وبتنتظر كل يوم فى جزيرة مانهاتن اى بشر سليمة تسمع رسالة البث اللى بتبثها يوميا على الراديو بتحث فيها اى حد سليم يسمعك يقابلك. بعد إنتشار الوباء ماتت مراتك وابنتك، وتركوك وحيد انت وسام فى عالم قاسي بشع من المسوخ، لكن عندك أمل فى انك هتصل لدواء فى يوم من الايام. في أحد الايام وانت منتظر مع سام فى نفس الموقع اليومي ظهور اى احد من الناجيين اللى من سمعوا رسالتك، سام هيشوف غزالة بتجرى هيبدأ فى مطاردتها ويعبر ورائها لوسط المدينة ويدخل احد المباني المظلمة بتصرخ تندة علية لكنة أختفي داخل المبنى، بتاخد سلاحك وتدخل وراة المبنى وانت مرعوب، بتتحرك ببطي فى الظلام، بتشوف فى اخر الطرقة المسوخ نائمة فى أحد الغرف، بتتسحب وانت بتحاول تجنب اصدار اى صوت، بتشوف سام تحت احد المكاتب، بتشاور له علشان يطلع، لكنه متردد، خائف وبيبص وراك، فجأة بيهجم عليك احد المسوخ، بتضربة بالرصاص وتصرخ أجرى ياسام، بيجرى الكلب معاك ووراكوا مئات من المسوخ بتطاردكوا داخل المبنى، بتشوف ضوء الشمس فى اخر الممر، سام بيقفز من النافذة وانت وراة ووراكوا احد المسوخ اللى قبل ما يعضك بتحرقة أشعة الشمس ويصرخ ويموت فى لحظات. خلال تجاربك اليومية بتجد نتائج ايجابية لمصل مستخلص من دمك، بينجح على أحد الفئران، بتقرر انك لابد تجربة على البشر، بتروح لوسط المدينة عند نفس المبنى وتضع عينة من دمك على باب المبنى فى فخ علشان تقدر تقبض على احد المسوخ، فعلا بعد لحظات بيطلع واحد منهم على رائحة الدم لكن بمجرد ما يقترب من المدخل بيقع فى الفخ وبتقبض علية، لكن بتشوف المسوخ واقفين داخل المبنى بيصرخوا فى غضب لانك قبضت على واحد منهم لكنهم مش قادرين يخرجوا بسبب ضوء الشمس. بتاخد المسخ لمعملك فى البيت بتعطيه المصل لكن للأسف النتيجة سلبية وما بيستجيش للعلاج. فى اليوم التالي خلال جولتك اليومية انت وسام، بتشوف تمثال عجيب مش فى مكانة فى وسط المدينة، بتقترب منه لكن فى لحظات حبل بيقبض على رجلك وتتعلق فى الهواء، بتكتشف انه فخ زى اللى انت عملتة فى المسوخ قبل ما تفقد وعيك! .. بعد ما بتفوق، بتتسلق وتقطع الحبل بسكينة فتقع على الارض، الشمس قربت تغرب، مجروح مش قادر تقف، بتزحف انت وسام ناحية العربية علشان تهربوا بتشوفوا  المسوخ ومعاها كلاب ممسوخة واقفة فى الظلام داخل المباني منتظرة الشعاع الاخير للشمس، قبل ما تركب السيارة الشمس اختفت خلف ناطحة السحاب فبدأت كلاب المسوخ بمهاجمتكوا، بتضرب عليها النار وتقتلهم لكن واحد منهم هاجم سام وعضة، بتاخد سام فى العربية وترجعوا على البيت قبل الظلام، فى البيت ادركت ان العدوي انتقلت لسام، وكلها دقائق ويتحول لمسخ، بتخنقة بأيدك قبل ما يهجم عليك وانت بتبكى بعد ان فقدت رفيقك الوحيد! .. فى مساء اليوم التالي فقدت الامل فى كل شئ بعد موت سام، مش قادر تكمل فى الحياة اللعينة دى، بتخرج فى الظلام، بتركب سيارتك وتنطلق بجنون في شوارع المدينة، الى ان تصل لوسط المدينة، بتشوف المسوخ بتتحرك فى وسط المدينة أول مايشوفوا سيارتك بيجروا تجاهك، بتفتح ضوء السيارة العالي بيصعقهم ويقعوا على الارض، مازالوا بيتدافعوا تجاهك بالمئات، بتصدمهم بالسيارة بتقتل كتير منهم بيتكاتلوا على السيارة، بيشلوا حركتها، وينقضوا عليك داخل السيارة، بتشوف اسنانهم بتقترب منك وانت بتفقد  الوعي، قبل ماضوء باهر بيصعقهم، وانت في غيبوية بتشوف امراة وطفل صغير بسحبوك من داخل حطام السيارة وينقذوك، لما بتفوق من الغيبوية بيقولوا لك انهم سمعوا بث الراديو بتاعك وبحثوا عن مكانك لحد ما لاقوك وانت بتنتحر. بتقولك انهم فى طريقهم لفيرمنت لان في معسكر للناجين هناك، بتقلها مافيش معسكرات ناجين الكل مات، لكنها بتقول على الاقل هنجرب حظنا. بتجرب نوع جديد من المصل على المسخ اللى في معملك، قبل ما بتسمع صوت فحيح المسوخ فى الخارج، بتستغرب ازاى عرفوا مكان بيتك، بتكتشف انهم تبعوكوا امبارح لما نقلكوا وانت في غيبوية للبيت، بتصرخ فيهم، عرفوا مكانا احنا انتهينا، بتشغل اضواء ساطعة قدام البيت كنت محضرها للحدث ده، بتحرق منهم كتير، لكن في منهم الالاف بيتدافعوا تجاة البيت، بتفجر حقل من القنابل كنت زارعة قدام البيت بيحرق مئات منهم لكنهم مازلوا بيتدافعوا. بتنزلوا كلكوا للمعمل لأنة محاط بالزجاج المصفح، بتكتشف ان المصل  اظهر نتائج ايجابية على المسخ اللى في معملك ويبدو انه فى تحسن، لكن المسوخ احاطت بزجاج المعمل وبدأوا في تدميرة باجسادهم، بتقول لها مش هيقفوا الا لما يدقوا دمي، بتسحب عينة دم من المسخ اللى اتعالج، بتديهولها وتقول لها تهرب هى والطفل من فتحة التهوية، بتسألك مش هتيجي معانا، بتقول انهم مش هيقفوا. بتطلب منها تنقذ المصل علشان البشرية، بعد ما يهربوا من فتحة التهوية، بتشد فتيل قنبلة بتفجر المعل ومئات من المسوخ ونفسك علشان تنقذ المصل. في صباح اليوم التالي المرأه والطفل بيصلوا فيرمونت لمعسكر الناجيين ويسلموهم المصل وهما بيحكوا حكايتك، حكاية العالم اللى ضحي بحياتة من أجل بقاء البشرية!

I-Am-Legend-Will-Smith-Zombie.jpg

Continue reading

EP13: The Problem of Free Will أشكالية حرية الارادة

Episode 13 + ECN (Egypt Cancer Network) Ad

تخيل انك جزء من برنامج تلفزيونى بيعرض حياتك على ملايين المشاهدين فى العالم، كل حاجة حواليك ديكور .. الاماكن، المحلات، الشوارع، حتى الناس مجرد ممثلين .. كلهم جزء من المسلسل، كلهم عارفين ان ده مجرد مسلسل، لكن  انت الوحيد اللى ماتعرفش حقيقة الواقع اللى انت جواة! مخرج عبقرى قرر ان يخرج اول برنامج تلفزيونى واقعى عن حياة بنى ادم، مافيش اسكربتات، مافيش اعادة، مافيش تمثيل، كل شئ حقيقى زى الحياة بالظبط، لكنه تحت سيطرة المخرج، شركة الانتاج هتتبناك قبل ما تتولد، هتكون نجم على شاشة التلفزيون وانت لسة جنين فى بطن امك، العالم كلة هيشوف لحظة ميلادك، هيشوف خطواتك الاولى، واول يوم ليه فى المدرسة .. ده العالم الوحيد اللى تعرفة، ابوك وامك ممثلين، اصحابك فى المدرسة، جيرانك، حتى الكلب بتاعك .. كلة جزء من التمثلية .. أكير استوديو على وجه الارض .. مدينة كاملة بنتها شركة الانتاج عشان تعيش فيها حياتك بشكل طبيعى زى اى بنى ادم من غير ما تشعر انك متراقب طول الوقت .. ايوة متراقب .. الالاف الكاميرات الحية فى كل مكان فى المدينة بتراقب حركتك ليل نهار، وبتبثها على المشاهدين فى بث حى متصل 24 ساعة، عشت حياتك فى الواقع المصمم ليك ده لحد مابقيت فى سن المراهقة، سن الطموح، وكسر القيود .. المخرج العبقرى اكيد مش عاوزك تسيب المدينة وتكتشف حقيقة الواقع بتاعك .. لازم يتحكموا فى مسار حياتك بشكل ما عشان يبقى بقائك فى المدينة حتمى! فى يوم هتكون فى مركب فى البحر مع ابوك، فى لحظة من لحظات اتصال الوجدان بين الاب وابنة .. بيعلمك ازاى تصطاد فى المحيط اللى بيحوط المدينة الصغيرة من كل جانب .. فى لحظات صعبة، الموج هيعلى، والبحر هيغضب .. المطر غزير، والبرق بيضرب القارب بتاعكوا من كل اتجاة .. القارب هيتقلب فى المياة .. الفوضى والدمار فى كل مكان .. بتحاول تنجو بنفسك .. بتتعلق فى القارب، لكنك بتشوف ابوك وهو بيغرق قدامك فى البحر قبل ما البحر يحدفك بعيد على الشط .. الحدث هيكون له اثر كبير فى نفسك، فقدانك لابوك .. اقرب الناس ليك فى قلب البحر، هيكون عندك عقدة من المياة والبحر ما تقدرش تقرب منها ولا تعدى كوبرى فوقها، ولا تركب مركب تانى فيها .. نجح المخرج فى تكوين الحاجز النفسى بينك وبين البحر، نجح فى انه يخلى بقائك حتمى فى الجزيرة .. الايام بتعدى كل شئ مصمم ليك عشان تستمر فى نفس المدينة، بيخلوا بنت تقابلك وتقرب منك عشان تكون زوجة المستقبل، بيخلوا صديق شاركك نفس اهتمامتك وهمومك يكون جنبك طول الوقت فتبقوا زى الاخوات، شغلك، بيتك، جيرانك، كل شئ أختاروة كويس عشان يوجهة حياتك فى الاتجاة المرسوم .. لكن بمرور الوقت هتبدأ تلاحظ تكرار انماط معينة فى حركة وتصرفات الناس، هيبدأ يجى فى عقلك ياترى هل كل شئ جزء من تمثيلية كبيرة .. على شفى الجنون بقيت .. ماحدش عاوز يسمعك، ماحدش عاوز يفهمك، كلهم بيقولوا نفس الكلام .. وفى لحظة نادرة فى حياة كل انسان هتتحدى خوفك وتكسر ضعفك، وتهرب من كاميرتهم وتاخد مركب فى البحر .. تحاول تهرب بيها برة المدينة .. قبل توصل لنهاية المياة ويخبط القارب بتاعك فى سور الاستوديو الكبي، وتقف قدام باب كبير مكتوب علية “خروج” .. ساعتها بس بتعرف ان حدسك كان صح .. وان كل شئ زائف .. ولاول مرة هتسمع صوت المخرج بيكلمك من السماء .. هتسألة انت مين؟ هيقولك انا المصمم .. انا اللى صممت العالم ده وحطيتك فيه .. هتسألة وانا مين؟ هيقولك انت نجم مشهور حياتة مصدر الهام لملاين الناس فى العالم .. هيقول الباب اللى قدامك ده هو بوابة الخروج للعالم الحقيقى، اللى مايفرقش اى حاجة عن العالم اللى انت عايش فيه هنا .. الفرق الوحيد، ان العالم اللى انا صممتهولك مافيش فية خوف! .. انت خايف مش هتقدر تمشى .. افضل فى العالم اللى انت تعرفة وكبرت فيه .. خليك مصدر سعادة لملايين المشاهدين .. تفتكر قرارك هيكون ايه.. تفضل فى العالم المصمم ليك اللى كل شئ فى حتمى من غير حرية ارادة؟ ولا تخرج لعالم ماتعرفش اذا كان كل شئ فيه هيكون حتمى ولا لأ؟

Continue reading