EP20: Deontology 1 أخلاق الواجب

Episode 20 + ECN (Egypt Cancer Network) Ad

تخيل أنك طفل رضيع أتولدت على كوكب بعيد ملايين السنين  الضوئية عن كوكب الارض “كوكب كريبتون” الكوكب اللى اصبح دمارة وشيك، أبوك أحد اهم علماء الكوكب “جورال” فشل فى انه يقنع قادة الكوكب وحكمائة بالخطر المحيط بسكان الكوكب، وان لابد من أخلاء الكوكب فى اسرع وقت ممكن! أبوك وامك هيحاولوا ينقذوا  وجودهم فيك، هيحطوك على مركبة فضائية متجه لكوكب الارض عشان يضمنوا نجاتك من أنفجار كريبتون اللى بدأ بالفعل، وهلاك ملايين من سكانة! المركبة اللى أنطلقت بسرعة خرافية خارج نطاق كريبتون بتشق أغوار صمت وظلام الكون المهيب، هتصطدم فى صحراء على كوكب الارض بعد ثلاث سنين! هيلاقيك زوجين اتحرموا من نعمة الاولاد فيهتبنوك، لكن بعد ما يشوفوا باقى حطام المركبة اللى انت وصلت عليها، وقدراتك الغير عادية كطفل، هيتأكدوا انك مش طفل عادى على الاطلاق! قوتك الخارقة اللى بتخليك ترفع عربية كاملة وانت طفل عمرة 3 سنين، او سرعتك الغير عادية اللى هتسابق بيها قطار ماشى باسرع ما يمكن! لكنك هتسمع كلام أبوك اللى هيطلب منك اخفاء القدرة الغير عادية دى، والتظاهر بانك ولد عادى زى اى حد فى سنك، فهتصبح شخص عادى فى فريق كرة القدم بدل ماتستخدم قدرتك الخارقة عشان تكون بطل الفريق الوحيد! او تكون مجرد ولد عادى مش بطل خارق جذاب للبنات! لكن والدك الارضى هيفضل يفكرك دايما انك موجود على الارض لسبب عظيم اكبر من مجرد انك تكون مشهور او جذاب .. هيمر الزمن وهيموت ابوك الارضى بعد ازمة قلبية مفاجأة، هتشعر ساعتها بالحزن الكبير على والدك وقدوتك اللى مات بين ايديك بالرغم من كل قواك الخارقة ما قدرتش تعمل اى حاجة عشان تنقذة! هتعدى شهور على موت والدك وانت غرقان فى حزن عميق، فى ليلة هتقرر تدور فى بقايا المركبة الفضائية اللى لقاك فيها ابوك وامك واحتفظوا بيها لاعتقادهم انها هتساعدك فى يوم من الايام انك تكتشف هويتك وسر وجودك على الارض! هتلاقى فيها كريستالة خضرا غامضة، هتقرر انك تبدأ رحلة مجهولة الهدف للقطب الشمالى تبحث فيها عن سر الكريستالة دى، هتودع أمك الارضية فى أسى والم على وعد بلقاء بعد ماتعرف حقيقتك! بعد وصولك للقطب الشمالى هترمى الكريستالة اللى معاك فى وسط التلج .. هتفجر التلج ويخرج مكانها تكوين كريستالى بديع شبية بالمعمار على كوكبك الاصلى كوكب كريبتون! جوة التكوين الكريستالى دى هتلاقى رسالة هيلوجرافية مسجلة سبهالك ابوك الاصلى، هيحكيلك فيها قصته قصة كوكب كيربتون اللى انتهت نهاية مأساوية، هيقلك ان هدفك هو الحفاظ على مبادئ وأخلاق كو كب كريبتون، عن طريق مواجهة الشر والجريمة على كوكب الارض، هتعيش بداخل التكوين الكريستالى ده سنين بتتعلم وتتدرب قبل خروجك مرة تانية للحضارة البشرية لمواجهة قوى الشر والفوضى، لكن المرة دى هترجع رجل خارق … سوبرمان!

Sprmnmovie

هتشتغل صحفى فى جرنال صغير، هتقابل فيه صحفية لامعة “لويس لين” اللى هتقع فى غرامها بسرعة لكنك مش قادر تعبر عن حبك ليها، لانها مش واخدة بالها منك .. لكن شخصيتك الخارقة مش هيمر وقت طويل قبل ما تظهر للعالم لما هتعرف ان حياة لويس فى خطر متعلقة من هليكوبتر بتقع من فوق ناطحة سحاب فى وسط المدينة! بسرعة هتغير بدلتك العادية وتلبس بدلة سوبرمان عشان ماحدش يكشف هويتك وهتطير تلحقها فى اللحظات الاخيرة وانت بتقلها ” ماتقلقيش يا آنسة .. انا مسكتك” .. مذهولة من المفاجأة والخوف هترد فى دهشة  ” مسكتنى! .. ومين اللى ماسكك” .. هتطير بيها لسطح المبنى وهى مازالت مش مصدقة اللى بيحصل .. لما هتسألك انت مين، هترد وانت بتحلق فوق المبنى “صديق” ! هتعدى الايام وشخصيتك بتظهر مرة بعد التانية بتنقذ المدينة من اعمال المجرمين والخارجين عن القانون، وتسلمهم للعدالة! الجرايد كلها بتحاول تعرف اى معلومات عنك، حبك لـ لويس هيخليك تبعتلها رسالة انك ممكن تقابلها عشان تعمل معاك مقابلة و هتوقع “صديق” .. فى الميعاد هتهبط على بلوكنتها وتاخدها فى رحلة طيران معاك فوق المدينة، ليلة رومانسية هتشوف فيها قدراتك وسرعتك الخارقة، بعدها هتنشر لويس المقابلة وتطلق عليك لقب سوبرمان! فى نفس الوقت اللى المجرم الشرير “لكس لوثر” بيحضر اخطر خطة ارهابية هتشوفها امريكا، لوثر هيشترى كل الصحرا اللى جنب ولاية كالفورنيا وهيخطط ان يطلق صواريخ نووية على كالفورنيا فيسبب زلازل قوى يدمرها تماما ويغرقها فى المحيط ويقتل ملايين من سكانها فتبقى الارض بتاعتة هى ساحل امريكا الغربى الجديد ويرتفع تمنها بالمليارات ويحقق مخططة الشرير! .. لكن مع شهرتك المستمرة، لوثر هيبدأ يحس بالخطرمن قدراتك الخارقة، هيبدأ بحثة عنك وعن كوكب كريبتون، لحد ما يكتشف ان مادة الكريبتونيت بتضعفك تماما وتخليك معدوم القدرة او القوة تماما .. بعد ما يحصل على مادة الكريبتونيت، هينجح فى استدراكك لمخبأة تحت الارض، هيفاجئك بالكريبتونيت ويشل حركتك تماما! لكن مساعدة لوثر هتساعدك و تحررك من الكريبتونيت فى مقابل انك توقف الصاروخ الاول اللى وجهة لوثر للساحل الشرقى اللى عايشة فيه أمها! وتنقذ امها من الموت! الصاروخ الاول منطلق بسرعة خرافية تجاة الساحل الشرقى لأمريكا، والصاروخ التانى تجاة الساحل الغربى! مش هتقدر توقف الاتنين فى الوقت المناسب، لكن لانك وعدت مساعدة لوثر بانك هتوقف الصاروخ الاول المتجة للساحل الشرقى وتنقذ امها .. هتطير باقصى سرعتك فعلا وتوقف الصاروخ فى الوقت المناسب! لكن الصاروخ المتجة للساحل الغربى هيضرب فعلا كاليفورنيا ويسبب شرخ فى الارض عميق، بداية الانفصال وغرق كاليفورنيا زى ماخطط لوثر! لكنك هتطير فى قلب الشرخ العملاق لمركز الارض بتصارع الزمن وتستخدم قوتك الخارقة فى انك توقف الصدع وترجع الارض لمكانها تانى، لكن المهمة مش بالسهولة دى لان الزلزال هيسبب شرخ فى سد هوفر العملاق وفيضان ضخم على وشك الحدوث، لكنك هتلحق السد فى اللحظة الاخيرة وتوقف الفيضان من تدمير المدينة، لكن فى غمرة الاحداث دى هتنسى ان لويس كانت عالقة فى الشرخ اللى فى الارض، الوقت اللى هتوصل فيه هيكون متأخر وهتموت تحت الضغط! من غضبك وحزنك هتطير بسرعة جنونية فى السماء لحد ماتخرج برة الغلاف الجوى لكوكب الارض، هتسمع صوت ابوك بيتردد فى الفراغ “اوعى تدخل فى تاريخ البشر” .. لكن الالم كبير ومش هتتحمل تفقد حد عزيز عليك تانى، هتعصى اوامر ابوك وتطير بسرعة جنونية اسرع من سرعة الضوء حوالين كوكب الارض، فهترجع فى الزمن وتمنع سد هوفر من التصدع وبالشكل ده تلحق تنقذ لويس من الموت فى اللحظة المناسبة! لكن زى اى بطل خارق مهمتك مش هتنتهى قبل ما تقبض على لوثر الشرير، من الخوف والفزع لوثر هيعتقد انك هتقتلة بعد ما تحاصرة، لكن القتل مازال عمل غير أخلاقى بالنسبة لك حتى  مع عتاة المجرمين زى لوثر، هتقبض علية وتسلمة لمأمور السجن اللى هيشكرك على جهودك لأنقاذ البشرية وتحقيق العدالة والقانون فى نفس الوقت .. فهترد بتواضع الرجل الخارق ” لا شكر على واجب! كلنا فريق واحد” قبل ما تحلق فى السما، وعلامة القوة والعدالة بترفرف على عبايتك .. علامة سوبرمان!

ten-commandments

مافيش شك ان اى انسان عندة مجموعة من المبادئ principles اللى بيحاول يعيش حياتة على اساسها، لكن يعنى ايه مبادئ وايه طبيعتها؟  ممكن تفكر فى المبادئ كقوانين شخصية بتحكم بيها نفسك .. تخيل انك حكومة مصغرة من فرد واحد، زيك زى اى حكومة عندك قوانين لابد وان افرد دولتك (اللى هما شخصك) يتبعوها، زى مثلا انا مش هسرق حتى لو ماحدش شافنى، او انا مش هكسر وعودى حتى لو أختلفت مع الشخص اللى انا مواعدة ..الخ القوانين دى زى قوانين الدولة انت بتشوف ان من الضرورى عليك عدم مخالفتها حتى وان كان يبدو فى بعض الاحيان ان الامور هتكون افضل لو خالفتها! القواعد Rules بتختلف عن المبادئ فى انها مجموعة من الاوامر المنظمة اللى بتُفرض عليك من مشرع خارجي External Authority ممكن المشرع ده يكون الله God او الحكومة Government او حتى اهلك، او مدرسك .. الخ..  فى الديانات السماوية المصدر الاول للقواعد الاخلاقية كان الوصايا العشر Ten Commandments اللى طبقا للقصة التوراتية فى سفر الخروج  Exodus ربنا نزلها فى لوحين من الحجارة على رسولة موسى فى سيناء، كتير من الناس ممكن ياخد القواعد دى كقانون للحياة وبيعتقدوا انك لو كسرت القواعد دى عقابك هيكون جنهم Hell فى يوم الحساب Judgment Day .. ايا كان العقاب الفكرة ان اللة فى الحالة دى هو اللى فرض القواعد دى عليك وعلى باقى البشرية! لكنها مش مبادئ Principles لان المبادئ هى مبادئ منظمة لحياتك الاخلاقية بتعتنقها مش لانك خايف من النار او العذاب لكن لانك اختارتها تكون جزء من اسلوب حياتك! انت ممكن تعتنق بعض او كل القواعد الاخلاقية فى الوصايا العشر او غيرها بسبب خوفك من العقاب او رغبتك فى الجزاء فى الحالة دى هتفضل دايما مجرد قواعد، اما لو اعتنقتها لرغبتك فى ضمها لنظام حياتك ساعتها بس بتصبح مبادئ! يعنى مثلا، التزامك بالسرعة القانونية وانت سايق على الطريق لانك خايف ان الرادار يلقطك وتاخد غرامة .. دى قاعدة! اما التزامك بالسرعة القانونية وانت سايق لانك مش الشخص المتهور اللى بيعرض حياتة وحياة الاخرين للخطر .. ده مبدأ! خلى بالك ان الهدف من التفريق ده مش ان المبادئ افضل من القواعد، فى الحقيقة كلنا بحتاج مزيج من القواعد والمبادئ فى حياتنا اليومية، قد يكون من المناسب فى بعض الاحيان ترقية قاعدة معينة لمبدأ زى مثلا السرقة جريمة، وفى احيان تانية ممكن القاعدة تفضل لمجرد تجنب العقاب!

Continue reading